مقال : رسالة إلى زوج جديد ” كن محمداً ولا تكن أبا زرع “

كان أبو زرع اشتهر خبره قبل الإسلام بحبه الشديد لزوجته أم زرع واحترامها ففي صحيح البخاري ومسلم حدثتنا أمنا عائشة رضي الله عنها قالت : (جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً :- قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع فما أبو زرع! أناس من حلي أذني ( ألبسني الذهب )، وملأ من شحم عضدي (أسمنني) ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ( عظمني فافتخرت ) ، وجدني في أهل غنيمة بشق  فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق (عندها الخيل والإبل)، فعنده أقول فلا أقبح (يحترمني)، وأرقد فأتصبح (بنعمة)، وأشرب فأتقنح . ثم خرج أبو زرع ذات يوم والأوطان تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين، فطلقني ونكحها ………. إلخ الحديث .

لقد كان أبو زرع مع زوجه أم زرع حَسن المعاشرة مكرماً لها ومدخلاً السرور عليها بالهدايا والعطايا ، يطعمها من الطعام أحسنه ويسمعها من الكلام أعذبه ويصغي لحديثها .

حتى قال النبي صل الله عليه وسلم لعائشة ” كنت لك كأبي زرع لأم زرع – قالت عائشة يا رسول الله بل أنت خير من أبي زرع – قال صلى الله عليه وسلم : نعم فقد طلقها وأني لا أطلقك” .

بيت الإنسان محك حقيقي يُبيّن فيه حسن خلقه وكمال أدبه وطيب معشره وصفاء معدنه.

فما أروع المنزل الذي تأسس على بيت النبوة ترفرف فيه المحبة ويسوده الاحترام المتبادل بين الزوجين ، صافية من المكاره والهجران ، خالية من السب والشتم ، الأبناء يعيشون الراحة في كنف والديهم ، كالشمس الدافئة .

سئلت عائشة عما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته قالت: كان بشرًا من البشر ، يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.  رواه الإمام أحمد والترمذي

قال ربنا عز وجل (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) .

 

عبدالله بن ناصر الغصن

مدير إدارة المشاريع بجمعية أسرة ببريدة

مدير مكتب التربية والتعليم بشمال بريدة سابقاً

 

 

 

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى