مقال : الحب الأعمق والحب الأحمق
نتحدث عن الحب الأعمق والحب الأحمق فحينما تترك ابنك وتتجنب ايقاظه لصلاة الفجر أو العصر لأنه جاء من المدرسة متعب أو لأن الجو بارد فهذا حب أحمق وفي المقابل إذا الحيت عليه وأجبرته وأصريت عليه من أجل توفيق الله له وصلاحه فهذا جزء من تربيته ومسؤوليتك تجاه ابنك فهذا والله هو الحب الأعمق ، وإذا فرحت لفرح صديقك وسعدت لسعادته ولو كان مع غيرك فهذا والله هو الحب الأعمق ، أما اذا تضايقت لأنه وجد سعادته مع غيرك أو لأنه ذهب مع غيرك أو جاء مع غيرك فاعلم أن هذا الحب هو الحب الأحمق ،وحينما أترك نصيحتي لصديقي حتى لا أثقل عليه أو أضايقه فهذا هو الحب الأحمق والأخرق ،الحب الحقيقي هي تلك العلاقه التي تدنيني من جيد العمل وتقيني من الزلل،إن الحب الأعمق هي تلك العلاقه التي أقدم فيها لك ماتريد لتكون كما يريد الله منك، الحب الأعمق ميدانه ليس حياة الجسد وإنما حياة الأبد ، إن الحب الأعمق اذا اختفيت لايصر على الظهور ، واذا كتبت لايفسر مابين السطور ،وإذا صفيت لايلتفت إلى القشور ،يتواصل اذا اشتاق ولايعتب إذا طال الفراق ولا يقترب حد الالتصاق.
عند الحاجة لايعرف النفاق وعند اللجاجة لايعرف الأنفاق بطبيعته واضح صريح وهين مريح،الحب الأعمق مرآة صافية تعكس لك الحقيقة دون تهوين أو تهويل ،الأخلاء يوم القيامة بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ،الحب الأحمق يجعلك تختصم بعد أن كنت وإياه في لقمة واحدة،الحب الأعمق كالنحلة تلسعك لكنها تعطيك العسل ،والحب الأحمق كالفراشة جميلة براقة ولا إنتاج لها .
بقلم الأستاذ ياسر بن بدر الحزيمي