الذوق العام

الذوق العام ..
هذا المعنى كبير جدا ويمكن أن تلحظه في مختلف تصرفات وسلوكيات الإنسان..
الأذواق تنشأ في البيت وتترعرع في المدرسة وتتأكد على مقاعد الوظيفة.
بل في كل مكان ومساحة يوجد فيها الإنسان.
الذوق مع الأسرة
أن لا تتقدم بخطواتك على والديك ذوق، وأن لا تمد يدك على الأكل قبل والديك ذوق، وأن تقدم السلام وتقبل اليدين والرأس ذوق..؛ وأن تبادر بفتح الباب لهما ذوق..؛ وأن تساعدهما فتقدم لهما الحذاء ذوق ؛ وأن تفعل كل ما فيه راحتهما ذوق ؛
وجمال الذوق أن لاتنتظر منهم الطلب، بل أن تعرض عليهم ماذا يأمرون؟. وأن تقدم لهم ما يحبون، وخير الذوق معهما أن ترفع يديك أمامهما وخلفهما بالدعاء.

الذوق في قيادتك للسيارة
أن تتيح المجال لغيرك للعبور
أن تهدأ في حال الاستفزاز.. الذوق أن تقف دون أن تجعل سيارتك تأخذ مكان ثلاث سيارات.. أن تُشعر من أمامك وخلفك بأنك تأخذهم بعين الاعتبار احتراما.

الذوق في المجلس: أن تجلس حيث ينتهي بك المكان.
وأن تقدّر كبار السن، وتقدمهم في المكان، وذلك عين الاحترام. فلا يقدّر أهل الفضل إلا ذووا الفضل.
الذوق أن لا تكون رفيع الصوت في المجلس، وأن لا تكون كأنك المتحدث الرسمي للجلسة، وأن لا تعلق على كل شيء، كأن الجلوس لا يعرفون شيئاً
يئ!!

الذوق ان تُشعر من بقربك بالاحترام بكلمة أو مزحة، أو تقديم الأكل والمشروب بين يديه،

الذوق أن لا تقاطع من يتحدث..؛ والأخطر أن تسخر من طرحه، أو تستصغر شخصه؛ فكل إنسان معتد بذاته، مهما كان ومن أي مكان كان.
أسمَجُ الذوق أن يشعر جليسك بأنك تستصغره بلفتة أو همزة أو لمزة أو لمحة.
احذر أن تتذاكى، كأن مَن حولك صم بكم عمي فهم لا يعقلون.

الذوق أن تبادر بالتراجع والاعتذار حينما تفعل أو تقول ما يَجرح مشاعر الحضور. لا تدعها تمر لأنها ستنتقل عبر الأثير،وسيؤثَر عنك أنك خالفت الذوق مع الحضور، ولربما يخالفونه مثلك بالنقل عنك دون ذوق.
وأنت على كرسي الوظيفة أَشعِر الكل بأنك هنا
لخدمتهم ولدعمهم ولتسهيل أمورهم ..
كل الذوق أنتدخل بابتسامة وأن تخرج بها.

الذوق أن تتعامل مع من يدير القهوة كما تتعامل مع من يدير الإدارة، وأن لا تُشعِر أي مخلوق أن دونية مرتبته تعني دونية إنسانيته.

الذوق أن يشعر الجميع بالطمأنينة في العمل معك. حينما ينشأ شعور بالتخوف والتكلف هنا تعلم بأن ميزة الذوق منخفضة.
“الألفة تمنع الكلفة”

الذوق ليس بالمظهر الجميل فقط، وإن كان من مكملاته، لكن نظافة السلوك هي أعمق وأعظم الذوق.

ذوق الذوق أن تعطر الأجواء دوماً بالذكر الحسن وأن يشعر من يجالسك بأن الذوق يلفك كما تَلف الورود أغصانها من كل جانب.

وحينما تكون نيتك حاضرة في أذواقك الرائعة ستكون ذائقتك نوع من التعبد المدني الجذّاب.

وخذوها قاعدة خلدونية اجتماعية:
” أن المكانة التي تمنحها للآخرين في تصرفاتك
هي المكانة نفسها التي يمنحونها لك في مخيلتهم”
لا تبخل على الآخرين بذائقتك حتى لا يبخلوا عليك باحترامهم
” ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه “.

 

كتبه
دخالد الشريدة
نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أسرة
@ksharida1

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى