أمير القصيم يتسلّم تقريراً عن جهود الجمعية في مواجهة العنف الأسري
تسلّم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم تقريراً عن جهود جمعية أسرة في علاج قضية العنف الأسري سلمه معالي رئيس مجلس إدارة جمعية أسرة ببريدة و رئيس محكمة الاستئناف بالقصيم الشيخ عبدالرحمن المحيسن .
جاء ذلك في جلسة سموه الأسبوعية مساء يوم الاثنين 21/2/1438هـ في قصر التوحيد بمدينة بريدة ، بحضور صاحب السمو الأمير متعب بن فيصل الفرحان ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فيصل بن مشعل ، وكافة مسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة وأعيان المنطقة ، التي خصصت للحديث عن “العنف الأسري ـ المفاهيم والأبعاد” .
حيث أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، أن العنف الأسري قضية تحظى باهتمام القيادة الرشيدة ، كغيره من هموم المجتمع التي توليها جل الاهتمام والعناية ، وذلك من خلال سن الأنظمة العدلية ، وصولاً إلى إصدار نظام الحماية من الإيذاء ، كنقلة نوعية تهدف إلى مكافحة العنف الأسري ، وتجريم ممارسي هذه الجرائم الشاذة غير السوية ، مؤكداً أن الحفاظ على كيان الأسرة من الضروريات المهمة لينعم المجتمع بالترابط والتماسك ، مشدداً على أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ تولي الأسرة عناية فائقة كونها أساس المجتمع.
وأشار سمو أمير منطقة القصيم إلى أن العنف الأسري لون من ألوان الخلل الاجتماعي يعمل على هدم الأواصر الاجتماعية السامية ، وهو من أشهر أنواع العنف انتشاراً في هذا الزمن ، بدأ بالتزايد والتعاظم في حياتنا المعاصرة ، وأخذت الكثير من الأسر تعاني من تداعياته ومفاعيله ، وما ينتج عنه من سلبيات تهدد الكيان الأسري بالتفكك والضعف والانهيار ، مما ينعكس سلباً بدوره على سلامة البنية الاجتماعية ، وهذا يستدعي من جميع أطراف المجتمع التحرك لوقفه وإصلاحه ، وإن تكاتفنا جميعاً سيكون له دور في خفض نسب حالات العنف الأسري ، لافتاً سموه إلى أن من أشد أنواع العنف الأسري ما يكون ضد المرأة وهروب الشباب والفتيات من المنازل ، مما يجعلهم عرضة للوقوع في شباك قرناء السوء والمفسدين أخلاقياً ، وأصحاب الأفكار الضالة والمتطرفة ، والوقوع في براثن الانتماءات الحزبية والطائفية والجماعات الإرهابية ، مبيناً سموه أن القوامة هدف لحماية الأسرة ، ويجب أن لا تكون تسلطاً استبدادياً ومصادرة لرأي المرأة وازدراء شخصيتها ، معرباً عن انزعاجه وأسفه البالغ ، لتنامي حالات العنف الأسري ضد الزوجات والأبناء والتي تتنافي مع قيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والأعراف الاجتماعية السائدة ، داعياً سموه جميع الجهات المعنية للمساهمة في التصدي لمشاكل العنف الأسري ، التي من المؤسف أن تتواجد في مجتمعنا ، متمنياً أن لا تصل إلى ظاهرة تؤرق المجتمع ، كاشفاً سموه عن توجيهه بإيجاد موظف مختص من الأمارة في كل محافظة ليتابع مع الإدارة وقوعات حالات العنف الأسري ، ومتابعته لها باهتمام ، والتوجيه باتخاذ الإجراءات النظامية وتطبيق العقوبات المنصوص عليها ضد كل من تثبت إدانته في مثل هذه الوقائع ، مع تقديم الرعاية الصحية المتكاملة للمعنفين.
كما قدم الدكتور خالد الشريدة نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أسرة ببريدة و استاذ علم الاجتماع بجامعة القصيم ، كلمة تناول من خلالها مفهوم العنف الأسري ومظاهره التي تتمثل بالعنف الجسدي والنفسي والجنسي واللفظي والصحي والاجتماعي والاقتصادي، والإهمال ، وتطرق الدكتور الشريدة كذلك لأسباب العنف الأسري ومضامينه وفقاً للوثائق الدولية ، والقضاء على كافة أشكال العنف والتمييز ضد الأنثى ، وتمسك بعض المجتمعات بعذرية الفتاة انطلاقًا من شرائعها وقيمها الحاكمة بالكبت الجنسي ، مشيراً إلى دراسة أجريت عام 2008م على عينة من المجتمع أن 51.4% من النساء السعوديات يتعرضن للعنف الأسري ، وأن أكثر أنواع العنف ممارسة ضد المرأة هو العنف النفسي ثم الجسدي والاقتصادي ، وأخيراً الجنسي ، وأن أكثر الفئات عرضة للعنف الأسري في المجتمع السعودي ، هم الأولاد ذكوراً واناثاً ، ثم الزوجة.
و قدمت الاستاذة حصة العبداللطيف المستشارة الأسرية بجمعية أسرة مداخلة من خلال اتصال هاتفي ، بينت ما تواجهه الجمعية من قضايا عديدة في العنف الأسري ، داعية جميع جهات الاختصاص لعمل مشترك للمساهمة من تنامي مشكلات العنف الأسري في المجتمع.