الألعاب الإلكترونية .. وخطرها على الأطفال

موضوع الألعاب الالكترونية سلاح ذو حدّين فلكل شيء سلبياته وإيجابياته، منافعه ومضارّه، ولهذه الألعاب تصنيفات كثيرة منها ماهو إثارة ومتعة وألعاب ذكاء ومنها ماهو تعليمي بحيث يجمع بين المتعة والتعليم، ولكن في كل الحالات مازاد عن حده سينقلب ضده، والتوازن مطلوب وهنا تتأكد مسئولية الوالدين تجاه ابناءهما وتجاه مستجدات العصر بحيث يبقون انفسهم على اطلاع مستمر لتوعيتهم وهذا يشمل كل شيء وليس فقط الألعاب، فالمسئولية عظيمة وكل زمن له متطلباته.

وكون موضوعنا حساس وكوني معلمة فسأسلّط الضوء باختصار شديد على بعض الجوانب المضرّة لهذه الألعاب لما التمسته في بعض الطالبات على مرّ سنواتي القليلة في التعليم من عدم استيعاب سريع أحياناً وأجدهن ملمّات ببعض التطبيقات على الأجهزة الذكية والتي أضرّت سلباً على عقولهن أو علاقاتهن بمحيطهن أو حتى نموهن المعرفي واقتصرت المعرفة التكنولوجية لديهنّ على أشياء محدّدة أيّاً كان نفعها أو ضرّها، وهذا لايمنع طبعاً من وجود طالبات يتّقدن ذكاءً ويستثمرن التكنولوجيا لمصالحهن المعرفية والعلمية حتى في الألعاب وتصميم نشاطات مختلفة في المدرسة، وهذا يدل على العلاقة التكاملية والتفاعليه بين المدرسة والمنزل واهتمام الأبوين في متابعة أبناءهم لذلك.
خطر الألعاب والإستغراق فيها أضاع الكثير من الوقت فيما ينفعهم وأيضاً التأثير على صحتهم وتوازن وجباتهم الغذائية والتي من المهم مراعاتها كونهم في نمو مستمر وهذا نلاحظه في الاستمرار الطويل وبالسّاعات على وضعيات جلوس ثابتة غالباًعند اللعب مما له اثره الكبير مع مرور الوقت على أجسادهم.

كذلك لاحظت أنه عند التحدّث مع البعض لابد أن ترفع صوتك ليسمعوك جيّداً نظراً لكثرة استخدام السماعات عند اللعب، وأيضاً ضعف النظر وكثير غير ذلك من هذه الأخطار المتحتّمة، كذلك التأخر الأكاديمي وعدم الإستيعاب بسرعة فبعض الألعاب مهما كانت مراحلها وأهميتها إلا أنها تزيد نسبة الغباء وهذا قرأت عنه حديثاً ولايحتاج حتى إلى قوة ملاحظة لنتأكد من ذلك لأن أغلب مراحل اللعبة الواحدة هي نفسها ولكن بإضافات بسيطة مختلفة.
كذلك العزلة الاجتماعية نعم في بعض الألعاب قد يتعرف على أشخاص جدد من بيئات مختلفة وأيضاً يتعرف على لغات أخرى، ولكن لايخفى على أحد مالهذا من خطورة محتملة نظراً للاستغلال الممكن لهم بطرق كثيرة، ولكن العزلة عن محيطه الأسري حاصلة، كذلك السلوك العدواني المتوقع نظراً لمايحويه بعضها من عنف أو انحراف متنوع وبعضها يؤدي للإنتحار كما سمعنا عن لعبة الحوت الأزرق ونتيجتها.

أخيراً: سأتحدّث عن الجانب الأساسي وهو الدّين وتقصيرهم فيه من صلاة وأذكار وقراءة قرآن وهذا هو الأهم الذي يجب مراعاته من قبل الوالدين والحرص على عدم إغفال ذلك أو الإستهتار به وكلنا يعلم ماتحويه أغلب الألعاب من خطر عقائدي وطقوس شيطانية عند التنقّل في مراحل الّلعبة وامتهان له ولقيمنا ومحاولة طمس هويتنا الإسلامية، ومنها أيضاً: مافيه تغرير بهم واستغلال لهم وهدم بلادنا من خلال أطفالها وشبابها وإيجاد مجتمع مفكك فاشل يعيث فساداً وحروباً وتأخراً في كل شيء عافانا الله، لذلك كلّكم راعٍ وكلّكم مسئولٌ عن رعيته.
بالتالي لابدّ أن نعرف مالذي نتعامل معه وكيف نتعامل معه وندرك أبعاده وخطورته واسثمار الوقت والتكنولوجيا فيما يرتقي بعقولنا جميعاً ويساهم في نهضتنا خاصة وبلادنا مقبلة على تقدّم عظيم زاخر بكل جديد من شأنه جعل السعودية في مصافّ الدّول المتقدّمة بل قد تسبقها بإذن الله.

حفظ الله بلادنا وديننا وولاة أمرنا وشعبنا وأمننامن كل مكروه وأدام علينا حفظه ونعمه ، والحمدلله أبداً.

عائشة الأيداء العنزي
المدينة المنورة

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى