إتيكيت التعامل مع المشكلات الزوجية
جعل الله تعالى الاختلاف وسنَّة وجعله قانوناً في هذه الحياة وجمّله لأنه يعطينا التكامل إن استطعنا إدارته بوعي وحكمة ، فليست المشكلة في ذات المشكلة إنما المشكلة في طريقة التعامل معها ، وليس الخوف من الاختلاف الواقع بين الزوجين ولكن الخوف في طريقة تعامل الزوجين مع هذا الاختلاف وفي هذا الصدد سنتحدث عن حلقة من حلقات سلسلة إتيكيت الحياة الزوجية … إتيكيت التعامل مع المشكلات الزوجية .فمع السكن والمودة في الحياة الزوجية تكون الديمومة والاستمرار والاستقرار ولكن الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك السياسية قد تزعزع استقرار الأسرة ، لذلك نطرح بعض القواعد المهمة لإتيكيت مواجهة المشكلات والتحديات الزوجية :
القاعدة الاولى : لا بد من الشعور بالمشكلة أولاً ، لان اداراك المشكلة والوعي بها ثم البحث في هدوء عن أسبابها يعتبر نصف الحل ، فاذا تمت معرفة الأسباب ومراجعة الحقوق والواجبات في حوار هادئ أمكن حل المشكلة.
القاعدة الثانية : أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس. قال بعض الصالحين ” إني لأعرف حالي مع الله تعالى من خلق زوجتي” .مع الاستعانة بالله والدعاء وكثرة الاستغفار لتفريج الكروب وإزالة الهموم .
القاعدة الثالثة : إذا حدث بينك وبين زوجك مشكلة فلا تلجأ إلى سبعة أمور.
- لا تلجأ إلى الهجر وترك المنزل.
- لا تلجأ إلى الطلاق او التهديد به.
- لا تلجأ إلى الدعاء بالهلاك والموت .
- لا تلجأ إلى التهديد بالزوجة الثانية .
- لا تلجأ إلى الضرب والسب واللعن .
- لا تلجأ إلى إدخال الأولاد في المشكلة.
- لا تلجأ إلى السحر والشعوذة.
القاعدة الرابعة : واجه المشكلة بجلسة مصارحة و نقاش ، فالمصارحة الزوجية في جو عائلي تسوده المودة والرحمة أمر لا بد منه حتى يتم تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى كلا من الزوجين فالتفاهم بينهما يذيب أعقد المشاكل، واستخدام العقل البارد كفيل بإطفاء أسوء الخلافات، فكل إنسان سوي يستقبل المنطق السليم، والأسلوب الهادئ وينبذ الصراخ والشتيمة والتعصب، والاستفزاز.
القاعدة الخامسة : تهوين المشكلات والتي هي من أعظم فنون احتواء المشاكل .. حيث أننا ينبغي أن نكون أكثر اتزاناً وتماسكاً عند حدوث الأزمات، فليس صحيحاً تضخيمها، وليس من الحكمة أيضاً تجاهلها وإهمالها لأن ذلك أيضاً يراكم حالة الاحتقان في العلاقات الأسرية.
القاعدة السادسة : التعايش مع المشكلة. أحياناً نجد الأمر مغلقاً ، والحل مستحيلاً ، علينا ان نوطن انفسنا للتعايش مع المشكلة ، فنحن مأجورين على الصبر والاحتساب.
القاعدة السابعة : استشر ثقة بعيداً ، أستشر من تثق به وبدينه وعلمه وخلقه، تثق بخوفه من الله وبخبرته في الحياة . فالاستشارة عنوان الحكمة فخير الناس من جمع عقول الناس إلى عقله، فمن المستحسن أن يلجأ الزوجان للاستفادة من استشارة ذوي الخبرة و أصحاب الرأي الذين يتصفون بالأمانة.
القاعدة الثامنة : تفهّم حاجات الطرف الآخر حيث تدفع الأنانية في كثير من الأحيان الأشخاص إلى تحميل الآخر الخطأ وإعفاء الذات من المسؤولية إلا أن من الحكمة إنصاف الشريك الآخر واتهام الذات وعدم تزكية النفس، ووضع الذات مكان الآخر.
القاعدة التاسعة : استحضار إيجابيات الآخر ليس من الحكمة أن نسقط الشريك الزوجي من نفوسنا، ونعبئ قلوبنا ضغينة وحقداً لمجرد أنه أخطأ في ظرف معين، أو تحت ضغط نفسي، ونتناسى إيجابياته، وعشرته الطيبة، فلا يصح التنكر لأخلاقيات الآخرين وعطاءاتهم قبل المشكلة.
القاعدة العاشرة : سلة المحذوفات .. وهي عبارة عن سلة وهمية يلقي فيها كلا الزوجين بعض المشاكل الزوجية التي مرت بهما على أن يتعاهدا بعدم العودة إليها نهائيا أو إثارتها من جديد مهما كانت الأسباب المؤدية لذلك .
القاعدة الحادية عشر : في المشاكل لا توزع الحلوى، وإنما يحاول كل طرف إثبات الحق لنفسه، وتسفيه آراء الطرف الآخر، ويتمادى البعض في تزوير الحقائق وكيل التهم جزافاً يدفعه شحناء النفس، وضغائنها ..
فعلينا في مثل هذه الحالات أن نخاف الله، ونتذكر أن الله عز وجل سيحاسبنا يوما ما، وأننا لن ننجو من عقابه.
القاعدة الثانية عشر : ضبط النفس عند وقوع الخلافات بين الزوجين، والبعد عن استخدم العبارات الجارحة أو انتهاج السلوك المؤذي بين الزوجين. كأن يعير الزوج زوجته بنقص فيها أو أن تخدش الزوجة زوجها بنقائصه، خاصة إن كانت تلك النقائص مما لا يؤثر في الدين والخلق أو يجرح الاستقامة والسلوك، وفي ذلك يجب أن يكون النقد أو التوجيه بأسلوب رقيق تلميحاً لا تصريحاً ثم المصارحة باسلوب المشفق الودود.
القاعدة الثالثة عشر : التغافل … قال الإمام أحمد بن حنبل “تسع أعشار حسن الخلق في التغافل “. فالتغافل فن جميل ويمكن اعتباره من لطائف المعاني التي ترسل رسالة غير مباشرة للطرف الآخر فحواها ” برغم كل شيء أنا أسامحك لأني أحبك ..ولن أدع الأسباب التافهة أو الأخطاء البسيطة تعرقل حياتنا “.
القاعدة الرابعة عشر : إحياء المناسبات الزوجية السعيدة وتبادل الهدايا التذكارية بهذه المناسبة لما لذلك من أهمية في تبادل مشاعر الود والحب بين الزوجين .
القاعدة الخامسة عشر : الحب والإشباع العاطفي سحابة حماية تُظل الأسرة وتحول دون اختراقها وخلخلتها وتصنع المعجزات في دفعها للأمام.
اخيراً … نسأل الله تعالى أن يبارك في بيوتنا وبيوت المسلمين وأن ينعم علينا وعليهم بنعمة الحب والسعادة والإيمان .
فاطمة عبدالله الصمعاني
مصلحة أسرية بوحدة الإصلاح الأسري