الإصلاح ذات البين

    الحمد لله رب العالمين الذي خالقنا ولم يتركنا سدى فشرع التشريعات وفرض الفرائض وأوجب الواجبات ، ونهى عن المحرمات والمعاصي والمكروهات وحبب في كل مافيه خير ووفاق وتودد وإخاء بين خلقه وعباده على السواء .. ومما لا ريب أن الشقاق والخلاف من أخطر أسلحة الشيطان الفتاكة الَّتي يوغر بها صدور الخلق ، لينفصلوا بعد اتحاد ، ويتنافروا بعد اتفاق ، ويتعادوا بعد أُخوَّة .. وقد اهتمَّ الإسلام بمسألة احتمال وقوع الخلاف بين المؤمنين وأخذها  بعين الاعتبار؛ وذلك لأن المؤمنين بَشَر يخطئون ويصيبون ، ولهذا عالج الصلح ويسعى له وينادي إليه ، وليس ثمة خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة يصلح فيها العبد بين اثنين ويقرب فيها بين قلبين ، فبالإصلاح تكون الطمأنينة والهدوء والاستقرار والأمن وتتفجر ينابيع الألفة والمحبة . فإصلاح ذات البين من العبادات الجليلة التي رغب عنها الكثير من الناس ، مع ما فيها  من الأجر الجزيل والخير العميم ؛ فإن من مقاصد التشريع تحقيق المودة والألفة بين الناس، وقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن إصلاح ذات البين أعلى درجة من الصلاة والصيام والصدقة. وقد كثرت النزاعات على مستوى المجتمع بين عامة الناس وعلى مستوى الزوجين، ومما يمكن أن يساعد في تقليل الخلاف ورأب الصدع إحياء هذه العبادة الجليلة أهمية الإصلاح .

1. الإصلاح عبادة جليلة وخلق جميل يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو خير كله “والصلح خير * [النساء :128] .

2. بالإصلاح يصلح المجتمع وتأتلف القلوب وتجتمع الكلمة وينبذ الخلاف وتزرع المحبة والمودة ..

3. بالإصلاح تكون الأمة وحدة متماسكة ، يقوى رباطها ويسعى بعضها في إصلاح بعض …

4. الإصلاح عنوان الإيمان في الإخوان ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ “[ الحجرات : 10]

5. إذا فقد الإصلاح هلكت الشعوب والأمم وفسدت البيوت والأسر وعم الشر القريب والبعيد .

6. الذي لا يقبل الصلح ولا يسعى فيه إنسان قاسي القلب قد فسد باطنه وخبثت نيته وساء خلقه وغلظت كبده فهو إلى الشر أقرب وعن الخير أبعد .

7. المصلح قلبه من أحسن القلوب وأطهرها ، نفسه تواقة للخير مشتاقة ، يبذل جهده ووقته وماله من أجل الإصلاح . فضل الإصلاح والمصلح .  * قال تعالى ” والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين “[ الأعراف : 170]  * قال تعالى ” وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ”  * ” ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى ، قال : اصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات  البين هي الحالقة ” [ رواه أبو داود ]  * ” كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بين المهاجرين والأنصار على أن يعقلوا معاقلهم ، وأن يفدو عانيهم بالمعروف [ العاني الأسير ] والإصلاح بين المسلمين ” [ رواه أحمد ]  *” تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه  وبين أخيه شحناء فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين حتى يصطلحا ، أنظروا هذين  حتى يصطلحا ” [ رواه مسلم ]  * ” ما عمل ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة , وصلاح ذات البين , وخلقِ حسن “[ الصحيحة : 1448]  * ” كل سلامي من الناس عليه صدقة ، كل يوم يعدل بين الناس صدقة ” [ رواه البخاري ]

 

أ / نوال صالح عبدالعزيز الدخيل

مصلحه أسرية في وحدة الاصلاح الاسري  بجمعية أسرة ببريدة

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى