الحوار بين الزوجين
الحوار الزوجي عندنا أصبح شيء منقرض، وكثيراً ما أتخيل الزوج والزوجة شخصين يتحدثان بلغتين مختلفتين، ، الحروف هي نفس الحروف، والكتابة هي نفس الكتابة، ولكنهما في الحقيقة لا يفهمان أنهما يتحدثان بلغتين مختلفتين تمام الاختلاف، ولن يتم التواصل أبداً عن طريق التفاهم بهما!.
الحل إذن هو أن يفهم الزوج مفردات لغة الزوجة، وأن تتقن الزوجة النحو والصرف الخاص بلغة الزوج، لابد أن يعرف كلاهما أن اللغة الخاصة بكل طرف لن يتم التنازل عنها لأنها قد أصبحت كالبصمة، وعلى كل طرف أن يتعلم لغة الطرف الآخر ويفهمها ويترجمها فورياً، وإلا كانت النتيجة حوار الطرشان كما نسمع ونرى في بيوتنا العربية
الحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام . الحوار هو القناة التي توصلنا الى الآخر ، فعندما نتحاور إنما نعبر بأنفسنا وبكل خبراتنا الحياتية وبيئتنا الأسرية ، عن جوهر شخصيتنا .. عن أفكارنا وطموحاتنا ، فالحوار ليس أداة تعبير لغوي فقط بل هو أداة التعبير الذاتي . كلنا يود ويحب أن تكون حياته
الزوجية مليئة بالحب وتسودها روح التفاهم ، والحوار هو الطريق لهذا النمط من الحياة ، وبالتالي فالزوجان اللذان يفقدان لغة الحوار بينهما هما في الحقيقة غريبان في بيت واحد ، يجهلان عن بعضهما البعض أكثر مما يعرفان
لابدِّ من تجسيد حالة الحوار الزوجي بحيث يظل حوار الزوج والزوجة حواراً ولا ينقلب جدالاً . فالجدال سرعان ما يتحول إلى شجار يقتل الحب ، وليعلم كل طرف أنّ العناد في العلاقة الزوجية هو الكفن الذي يلف جسد العلاقة الزوجية الباردة ، وليتعلّم الرجل والمرأة ، فن الحوار الزوجي حتى لا تتحوّل مناقشاتنا الى مباراة ملاكمة ، وبيوتنا الى حلبة مصارعة وقلوبنا الى قفازات نتخلّص منها فور انتهاء المباراة .
سليمان بن عبدالله القفاري
مستشار أسري في جمعية أسرة ومهتم في شؤون وقضايا الأسرة