لكل اُم …

لديك فتاة مراهقة إذا اسمعيني يا غالية….
نظرا لما أتلقاه من كمّ هائل من المشاكل العاطفية للفتيات وما أجده منهن من معاناة كتبت هذه الكلمات لعلّ الله أن يسدّد سهمها
وأن يجعل فيها من النفع الكثير
عزيزتي أم المراهقة وأخت المراهقة أتمنى أن تقرئي كلماتي بعين العقل والحكمة ولتعلمي أنني لا اقصد فيها إلا وجه الله تعالى من نصح وتوجيه ولو علمت بعض أمهات المراهقات ما أعلمه من مشاكل تقع فيها الفتيات لندمت اشدّ الندم 
على تعاملها مع فتاتها ولبادرت لفعل الأفضل

فهناك الكثير من الفتيات قد وقعت ضحيّة سهله لبعض الشباب الضال هداهم الله أو ضحية علاقات شاذّة مع بنات جنسها وأصبحت تعض أصابع الندم بتصرفها الجاهل لا لشيء سوى أنها كانت تتوقع أن تلك المشاعر (هي الحُب) الذي يتحدثون عنه 
تحدثت على لسانها فقلت :

أمي الحبيبة 
أنا بحاجة لك ولقربك مني بحاجة لأن تسمعيني أن تصغي لي ولحديثي معك كما تصغين لإحدى قريباتك أو صديقاتك 
أمي إني احتاج لك لحنانك ودفء مشاعرك المتدفقة أن تغمريني بها لأني متعطشة لها وأحتاجها في هذا الوقت بالذات لأن عواطفي نضجت وحان قطافها وإن لم تُقطف بالطريقة المعتادة أخشى أن تنتزعها ريح عاتية فتنزع معها 
جمال روحي وبريق مظهري 
أمي الحبيبة 
كم أتلهف لأن ارمي برأسي المُثقل بأشياء كثيرة أجهل تفسيرها وأجد بين يديك ما يزيحها عنّي بكلام يُهدّي قلبي 
فأنا لا أعلم تفسيراً لتلك العواطف الكامنة داخلي والمتأجّجة والتي لا أعلم من أين أتت وإلى أين تتجه وإلى متى فكل مشاعري لا أجد لها تفسيراً أمام أي شاب يمرّ بمخيلتي إلا أنه الحُب العذري الذي أحلم فيه منذ صغري 
فأين أنتي يا أُماه لأعلم منك 
ما هذه العواطف وكيف أصرفها في قلبي أهي ضارة أم نافعة 
أهي لي أم علي 
هل هي من صالحي فأسوقها كما أشاء 
أم هي ضدي فارمي بها بعيداً عنّي بعد المشرق عن المغرب 
أمي وقرّة عيني 
ربما أنني كنت يوما طفلة ألهو وأمرح ولا أعير الحياة والدنيا كلها أي اهتمام 
لكن الآن يا أمي تغيّرت الأحوال 
ونَمَت تلك الأنامل والأطراف لتحمل معها عقلاً وقلباً يعي ويدرك بعض الأمور ويجهل جلّها 
أمي 
لتقتربي مني لتفتحي بصيرتي لكل ما اجهله من أمور الفتيات إني اجهل الكثير وبحاجة لمن يدلني عليها بما يمليه العقل والدين لا أريد لمشاعري أن تتولى زمام عقلي فتودي بي للهاوية 
أمي وحبيبتي نعم لتكوني حبيبتي 
وقرّة عيني وملاذي 
لتكوني لي المكان الذي أستجير فيه بعد الله 
أمي لقد كبرت لذا أنا بحاجة ماسّة لك ولتوجيهاتك لي للطريق الصحيح فغيري ضلّ الطريق لا لشيء سوى أن أنهم يجهلون ! 

أتوجه بنداء لكل أم أن اقتربي من فتاتك واسمعي لها وأغدقي عليها بالعاطفة فهي بحاجتك يا عزيزتي 
والفتاة في عمر المراهقة وما فوق أن لم تجد من يقٌوم اعوجاجها ويدلها على الطريق القويم فهي بلا شكّ ستنتهي بأشياء كثيرة ومريرة أنصح كل أم أن تقترب من ابنتها وتسمع منها وتكثر من الاهتمام فيها وتزرع فيها الخوف من الله وتقوي إيمانها بمراقبة الله في السر والعلن 
كوني لها ومعها قبل أن تكون لغيرك بعلاقة غير لائقة بها 
هذا إن لم تتطور الأمور لما لم تحمد عقباه 
احذري ثم احذري قبل فوات الأوان خصوصا أننا في زمن فتن وثورة تقنية هائلة ضررها أكثر من نفعها فكوني على حذر 

(كتبت هذه الكلمات بعد معاناة أكثر من 154 فتاة أشرفت شخصياً على مشاكلهن العاطفية على مدى 14 عام  في فقدان العاطفة من الوالدين أو الأم بالذّات والتعامل الأُسري القاسي وخصوصاً من الإخوان الذكور )

بقلم المستشارة الأسرية 
أ\حصة صالح المحيميد 
(أم اليُسر)

 

IMG-20140904-WA0117

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى