إتيكيت الزوج الذكي مع زوجته
إن تعاملاتنا الأسرية تحتاج منا سلوكيات عالية تزيد من أواصر المحبة والألفة والانسجام بين الزوجين والتي إن وعاها الزوجان وطبقاها كان ذلك سبيلاً لبناء أسرة صالحة قوامها المحبة وأساسها السعادة .
وحلقة هذا الاسبوع من سلسلة إتيكيت الحياة الزوجية سنتطرق فيها بإذن الله تعالى إلى إتيكيت الزوج الذكي مع زوجته ، والتي مهما بلغت من العمر ومهما كانت همومها كبيرة فأنها تحتاج الى أن تشعر بمعاملة زوجها لها كأنثى.
- إعلم أخي الزوج …. إن زوجتك أمانة في عنقك فصُنها ، وعلّمها أمور دينها وطاعة ربها .
- لا تتردّد إذا كنت مقتدراً أن تحسن لزوجتك في الكسوة والطعام وأن تكون كريماً في الإنفاق عليها بحدود إمكانيتك ، فإن أفضل النفقة هي ما ينفقه المؤمن على زوجته وأولاده .
- عليك أن تتزين لزوجتك : فقد أتت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه بزوج لها أشعث أغبر فقالت : يا أمير المؤمنين لا أنا ولا هذا ، خلصني منه .. فنظر عمر فعرف ما كرهت فيه فأشار إلى رجل فقال : اذهب به فحمٌمه ، وقلل أظفاره وخذ من شعره ، وأتني به .. فذهب ففعل ذلك ، ثم أتاه فأومأ له عمر أن خذ بيدها ، وهي لا تعرفه ، فقالت : يا عبدالله ، سبحان الله !! أبين يدي أمير المؤمنين تفعل هذا !! فلما عرفته ذهبت به ، فقال عمر : هكذا فاصنعوا لهن ، إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم .
- اعلم أن زوجتك ترغب بالحديث عن المشكلات والمشاعر التي تمرّ بها من أجل التقرّب والتفاهم وليس من أجل الحصول على حلول ومقترحات ،
(1)
فمن أكثر الأخطاء التي تتكرّر بين الرجل والمرأة حين يحاول الرجل تغيير مشاعر المرأة عندما تكون منزعجة فيوحي إليها أن مشاعرها غير حقيقة ولا مبرّر لها ، فإذا جاءتك زوجتك مثلاً متحدثة في أمر ، أو باثّه لشكوى ، أو مشاورة فعليك بالسماح لها بالجلوس إليك وتوفير الراحة النفسية لها بكل السبل ثم الاستماع اليها … فإذا انتهت من حديثها فاخبرها أنك متفهم لما تشعر به فتهدأ نفسها ويبدأ الاتصال العاطفي الحقيقي بك .
- أظهر فضائلها وحسناتها لما لذلك من آثار إيجابية طيبة في نفس زوجتك ، من تقوية مشاعر الحب والمودة تجاهك.
- أكرم زوجتك ولا تُهينها ، اصبر عليها ولا تضربها مقتدياً في هذا بقدوتنا صلى الله عليه وسلم ، ومتأسياً به في عدم ضربه امرأة قط.
- تغافل ولا تستقصي وتدقّق في كل صغيرة ولا تسأل عن كل شيء بل الواجب غضّ الطرف والتجاهل وعدم الاستقصاء ولا تتبع أخطاء زوجتك وتحصيها عليها ، فإن كثرة اللوم والعتاب يفسد العلاقة بينكما ويهدّد الحياة الزوجية .
- زدّ من حلمك عليها في فترة عذرها لاحتمال ثوران أعصابها ، وسرعة غضبها ، ويفضّل أن تخفّف من طلباتك في هذه الأيام وتجاوز عن كثير من الاخطاء الصادرة منها.
- لا تتردّد في استشارتها والإستماع إلى رأيها باهتمام وطلب المشورة منها في بعض الأمور فقد تُفيد بما لم يكن يخطر لك ببالك.
- حاول الإكثار من الثناء على زوجتك وعبّر عن رضاك عنها وعما تقدّمه لك من رعاية ولا تتردّد في إبداء إعجابك بلباسها وطبخها وترتيبها للمنزل وتربيتها للأبناء وغير ذلك مما تحسنه وتتقنه وتجيده من عمل.
- ليس هناك إنسان كامل ، فقد ترى في زوجتك خصالاً لا تنسجم مع مزاجك وطبيعتك ، فإن كانت هذه الخصال لا تتعارض مع أصول الشريعة أو طاعة الزوج وحقوقه ، فعليك حينئذ ألا تحاول تغيير شخصيتها لتتفق مع مزاجك ، فإنها مختلفة عنك فلا تجعلها ندّاً لك فإن ذلك يضعفها.
- المرأة هي سيدة المنزل المسؤولة عنه ، فلا تحاول أن تتدخل في أمور لا تدخل في دائرة اختصاصك ومسؤولياتك كالطعام أو ترتيب المنزل.
- احذر أن تعاقب زوجتك أو تعاتبها على خطأ ارتكبته بحضور الآخرين ولو كانوا أبناءك وتجنب السباب والشتائم والضرب ووصفها بالقُبح فإن ذلك أمر ينافي الأخلاق الحسنة و اللباقة ويؤدي إلى إيغار الصدور فتلك الأمور لا تليق بالزوج الصالح.
- لا تفاجئ أهلك بغتة بدخولك بيتك ، وادخل عليهم على علم منهم ثم سلّم عليهم ، واسأل عنهم وعن أحوالهم ، ولا تنس أن تذكر الله عز وجل عند دخولك المنزل.
- ليس في وجوب خدمة المرأة لزوجها ما ينافي مشاركة الرجل لها في ذلك ، إذا وُجد الفراغ ، بل إن ذلك من حسن المعاشرة بين الزوجين.
- إتفق معها على آلية لحل المشكلات لتعتاد على نظام ثابت لحلّها وتتعلم تقليص المشكلة بدلاً من توسيعها.
- أخيراً … احرص على لمسة الحنان والعناق وتشابك الأيدي مع زوجتك والتواصل والتعبير بكلمات الحُب والتقدير وزيّن وجهك بالابتسامة واعتمد أسلوب الهدايا ولو كانت رمزية لما لها من أثر كبير على نفسيتها.
فاطمة عبدالله الصمعاني
مصلحة أسرية و مديرة مركز التثقيف الأسري