الأسرة والصحة النفسية للطفل ..

الصحة النفسية للطفل هى توافق الطفل نفسياً واجتماعيا وانفعاليا أى أنه توافق الطفل مع نفسه ومع الآخرين ومع المجتمع ككل

وتعتبر الأسرة هي المدرسة الإجتماعية الأولى لاستقبال الطفل وهي اللبنة الأولى في تشكيل وتوجيه سلوك الطفل

ويأتى السؤال هنا كيف أتعامل مع إبنى لكي يصبح صحيح نفسياً ؟

  • التوازن بين التطوّر والتكيّف

بمعنى أن الطفل كائن نامي ينمو يومياً في جسده وفي تفكيره وفي طاقاته .هذا النمو لابد أن يقابله تكيّف مع البيئة والمجتمع المحيط به فلكل سن ضوابطه وقوانينه التي تحكمه في التعامل مع المجتمع الخارجي فكلما زاد التطوّر زادت ضوابط الشخص .

كما أنه يجب أن يدرك الأب والأم هذا النمو ويتعاملوا مع الطفل حسب هذا السن فعندما يصل الطفل سن العاشرة لابد أن يشعره الأب أنه كبر وأصبح يعتمد عليه مما يزيد من ثقة الطفل في نفسه وفي قدراته.

(1)

العلاقة بين صحة الطفل النفسية والأسرة *

كلما كانت الأسرة المنتمي لها الطفل مضطربة ومفككة وغير مترابطه( كالخلافات الزوجية ) كلما زاد من ظهور الاضطرابات السلوكية للطفل

وكلما كانت الأسرة مترابطه ( كالتفاهم بين الزوجين ) كلما زاد النمو النفسي الصحيح للطفل

  • أبيض وأسود

بمعنى أن هناك أُسر احادية التفكير لا ترى إلا لونين فقط في الحياة أما أبيض أو أسود أى أنهم يرون أن كل ما يفعلونه هو الصحيح المطلق وما عدا ذلك هو خطأ فتفتقد الأسرة لغة الحوار بين افرادها فيكبر الطفل ويتربى على نفس التفكير الأحادي فيخرج إلى المجتمع لا يقبل الحوار و كثير المشاكل والمعارضة وهذا نتاج لإفتقاد الحوار والمناقشة وتبادل الأفكار والآراء داخل الأسرة .

  • الاحتياجات بين الإشباع والحرمان

قام عالم النفس الشهير ماسلو بعمل ما يسمى بهرم الاحتياجات فقال أن الانسان له احتياجاته الجسمانية والبيولوجية ( الأكل – الشرب – الملبس – المسكن ) وله احتياج إلى الأمن والاستقرار والحب وتقدير الذات وهذه الاحتياجات لابد أن تشبع بتوازن ولا تطغى احداهما على الأخرى .

  • احترام اراده الطفل

يظن الآباء أن اطفالهم لا توجد عندهم ارادة وإنما تتواجد عندما يصبح شاباً ورجلاً وأن أي رأي خلاف رأيهم هو خطأ ويستندون إلى ذلك بوجود الخبرة لدى الأب والأم وهذا خطأ بدليل أن الطفل الرضيع له ارادة فهو يرفض أخذ الرضاعة عندما يشعر بالشبع فلابد من احترام ارادة ابنائنا إذا كانت في شيء لا يوثر عليهم بالسلب ولابد أن يتعلم الأب والأم فنّ الانصات إلى ابنائهم

(2)

  • احترام الفروق الفردية بين الأطفال

هناك فروق فردية بين الاطفال داخل الأسرة الواحدة فنلاحظ وجود طفل ذكي وآخر متوسط الذكاء وطفل يمتلك موهبة وآخر لا يمتلك هذه الموهبة وهنا يأتي دور الأب والأم فأما أن يكونان مدركان لهذه الفروق الفردية وأما أن يبدأو في المقارنة بين الأخوة كأن يقولون هذا أخوك ذكي وأنت غبي وتبدأ المقارنات بين الأطفال داخل الاسرة وهذا ما ينتج عنه طفل غير سوى وظهور العديد من الاضطرابات السلوكية .

ولكن يجب إدراك أن هناك فروق فردية بين الأطفال وأن من الممكن أن نستغل كل طاقات اطفالنا ونستثمرها لما هو مفيد وصالح .

 

أ / مروة العسّال

مستشارة نفسية

 

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى