وزارة الأسرة : نحن أحق بها وأهلها
حلم له ما بعده:
وزارة الأسرة : نحن أحق بها وأهلها
د.محمد عبدالله السيف
طالعنا في وسائل الإعلام فعاليات إنعقاد مؤتمر حول الأسرة في أنقره بتركيا ، ومما أثار إعجابي واستغرابي في آن واحد، في هذا الملتقى مشاركة عدد من وزراء الدول باسم ( وزير الأسرة )، وكان المؤتمر برئاسة وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية .
أما الإعجاب فمكمنه فطنة هذه الدول بعنايتها بالأسرة من خلال تخصيص وزارة خاصة بالأسرة وشؤونها وعقد المؤتمرات الخاصة بها يتقاطر إليها كل المختصين والمهتمين بالأسرة من دول العالم.
وإما استغرابي فمكمنه غياب هذه الوزارة عن الاصطفاف مع وزاراتنا ككيان مستقل ذو أهداف وخطط استراتيجية وميزانيات معتبرة تعنى بالأسرة في ظل المتغيرات الهائلة التي أحدثت شروخاً كبيرة ومشاكل لا يعلم مداها إلا الله ثم من يتلقون النداءات والاستغاثات على مدار اللحظات في المحاكم ولجان الحماية ومراكز الإرشاد والإصلاح الأسري بجمعيات الأسرة وغيرها .
وحينما نحلم بهذا الحلم فإن دوافعنا ليست ركوب موضة أو مسايرة أمم متحضرة، بل نحن أحق بها وأهلها، كيف لا ومنهجنا كتاب ربنا الذي خصصت فيه سور كاملة في شؤون الأسرة وبيان مقومات سعادتها وصيانتها .
وحينما نحلم بهذا الحلم فإننا لا ننكر ما تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعية من جهود مذكورة مشكورة غير أن مسؤوليات الوزارة في الحقيقة تستحق قيام عدد من الوزارات كيف لا، وهي تعنى بالمحتاجين والمعوقين والأيتام والوقاية ومكافحة التدخين والمخدرات وقضايا الأحداث ودور الملاحظة والرعاية والتربية والإيواء والضمان ومراكز التنمية ثم الأسرة بكل احتياجاتها ومختلف شرائحها إرشاداً وتدريباً وتوفيقاً وغيرها في بلادي المترامية الأطراف ، وفي ظل نمو سكاني سريع.
وحينما نحلم بهذا الحلم فإننا نريد أن تكون لن السابقة على من حولنا ونبادر إلى ذلك على الرغم من وجود ذلك لكنه لا زال محدود الوجود.
وحينما نحلم بهذا الحلم فإننا على أمل بأمل البرامج الأسرية ستنتقل من محدودية البدايات إلى إحترافية النضج بإذن الله تعالى .
إن نواة هذه الوزارة الأمل ومقوماتها قائمة موجودة متمثلة بلجان الحماية الأسرية ودور الإيواء وجمعيات الأسرة ومراكز التنمية الأسرية وكراسي ومراكز البحوث العلمية في الجامعات مع ما لدى مكاتب الدعوة والإرشاد من مشاريع موجهة للأسرة .
إني لا أشك أن الجميع مؤمن بهذه الفكرة التي نادى إليها المخلصون مؤكدين على أن حاجتنا إلى هذه الوزارة الأمل لا تقصر عن حاجتنا إلى كثير من الوزارات القائمة التي تعنى بجوانب أخرى من الحياة.