الدكتور السيف .. في ” أسرة ” نتلقى إستغاثات بشكل مستمر لحل قضايا العنوسة .. والصعوبات المالية أحد أسباب العنوسة
شارك سعادة مدير عام جمعية ” أسرة ” ببريدة الدكتور محمد بن عبدالله السيف بتقرير أجرته صحيفة الرياض بعنوان ( الطلاق والعنوسة يضعفان كيان الأسرة ) حيث تحدث الدكتور السيف عن ظاهرة العنوسة وقال ” إن تأخر زواج الشباب والشابات موجود في تاريخنا لكنه كان بشكل محدود مخالف للقاعدة العامة، لافتاً إلى أنه إلى وقت قريب والشاب لا يتجاوز عمره 25 والفتاة لا تتجاوز 20 إلا وقد بنيا بيت الزوجية. وأضاف: أن مع إفرازات الحضارة واجتماع عدد من المؤثرات برزت هذه الظاهرة فوق السطح وأصبحت مصدر قلق لدى المهتمين بالشأن الأسري، بل وأصبحت عنوسة الفتيات شبحاً يخيفهن من مستقبل مجهول إما بفوات قطار الزواج أو بالرضى بالدون من الأزواج، مشيراً إلى أن هذا القلق انسحب عند الأبوين فأصبحوا ينظرون إلى فتاتهم نظر الخائف الوجل من مصيرها، مؤكداً بأنهم في جمعية أسرة ببريدة يتلقون أشبه ما يكون بالاستغاثات المتكررة سواء من الفتيات أنفسهن أو من ذويهن بطلب مساعدتهن بالبحث عن الأزواج الأكفاء لتحقيق الأمان الأسري المستقبلي لهن بدلاً من الوحدة أو التنازل بالرضى بغير الكفء هروباً من شبح العنوسة التي ترميها بها عيون المجتمع، موضحا بأنه أمام هذا الواقع ظهر في الساحة ما يعرف بظاهرة – الخطابات- وهن يقمن بدور الدلالة على راغبات الزواج، للتعويض عن الدور الذي كانت تقوم به قريبات الراغب بالزواج، إلا أنهن في الغالب مقصدهن ربحي وغير دقيق مما نتج عنه بعض الاشكاليات والشكاوى. وأشار إلى أنها بقدر ما تكون جزءا من الحل إلا أنها تحتاج إلى تقنين وضبط وربط مؤسسي يقضي على الإشكاليات والتلاعب والاستغلال المالي، ولفت إلى أن جمعية أسرة ببريدة قد قامت بإنشاء وحدة التوفيق لتسهيل عملية البحث عن شريكة الحياة بطريقة مؤسسية، وتقوم هذه الوحدة ببناء قاعدة بيانات بالمتقدمين والمتقدمات ومواصفاتهم والمواصفات التي يأملونها في الطرف الآخر بنظام حاسوبي وخصوصية تامة، ومع هذا الجهد الموجود إلا أن العمل تواجهه عدة إشكالات أبرزها ثقافة المجتمع في الاستعانة بالأطراف الخارجية، وكذلك التفاوت بين رغبة المتقدمين بطلب الزوجة الثانية، وبين رغبة المتقدمات اللاتي يرغبن عدم التعدد مما أوجد شريحتين ذوات رغبتين متضادتين.
وأشار إلى تعدد المؤثرات والأسباب في بروز ظاهرة العنوسة، ومن أبرزها تأخر زواج الشباب بسبب صعوبة الأمور المالية في الوقت الحاضر، لافتاً إلى أن المجتمع ينظر إلى تأخر زواج الشاب على أنه طبيعي بخلاف الفتاة وهذا للأسف حيف، وقال أنا لست مع نشر الإحصائيات عن عدد العوانس أولاً لأنه لا يقطع بصحتها بشكل دقيق، وثانياً أن هذا قد يزيد الموضوع تعقيداً خاصة وأن سن الزواج الآن قد اختلف عن السابق والنضج العقلي والاجتماعي لدى شباب الجيل اختلف عن السابق بما فيه تحمل المسؤولية واستعداد العمل والجد، ويرى د. السيف بأن الحل الجذري هو في تسهيل عملية زواج الشباب من خلال صناديق مخصصة لذلك سواء بمساعدات مقطوعة أو قروض أو سكن خيري أو مشاريع استثمارية للمتزوجين حديثاً تكون مصدر دخل مساند على تكاليف ما بعد الزواج، وأن يكون ذلك مشروعاً وطنياً وهما اجتماعياً، مؤكداً أن استقرار الشاب والفتاة في حياتهم الزوجية هو أمان للمجتمع من مشكلات أمنية واجتماعية واقتصادية، وأن الشباب إذا تزوج زالت العنوسة في وقت مبكر أي نكون حمينا الفتاة من أن تصل إلى سن العنوسة، كما ذكر بأن من الحلول تقليل فرصة الزواج من الخارج إلا لذوي الظروف الصعبة، وإتاحة الفرصة لطالب الزواج ولو معدداً من الداخل ” .