في بيتنا خاطب ( 1 )

في بيتنا خاطب ( 1 )

كُلُ والدٍ يتمني أن تَحظى ابنتَه بزوجٍ يُكمِلٌ سعادتهَا ولا يٌعكرُ صفو حياتِها .

مع إيماننا بأن الحياة بين صراعي الفرح والحزن والألم والأمل لكن الزوجة الموفقة بالزوج المرغوب فيه تحظي بأكثرِ جولاتِ الفرح وتكون حياتها أكثر سعادةً واستقرار .

والحزن الذي قد يمرُ على الفتاة لا يكون الزوج طرفاً فيه لأنه قرة عين بل يساهم في أن يكون أحد الحلول في تخفيف الألم والحزن .

والمرأةُ بطبيعتها ضعيفة ولذا أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام أن نتقي الله فيها فنختار من يراعي ضعفها ويحسن صحبتها ولقد ألحق النبي عليه الصلاة والسلام الحرج وهو الاثم فيمن ضيع حقها .

فقال عليه الصلاة والسلام ” اللهم إني أحرّجُ فيكم حق الضعيفين اليتيمَ والمرأة ” فقرن بين اليتيم الذي هو بحاجة للرحمة والرأفة والكفالة ، بالمرأة التي تحتاج للرحمة والرأفة والرعاية .

( قال الحسن البصري رحمه الله ” زوج ابنتك من تقي إن أحبَها أكرمَها وإن أبغضَها لم يظلِمهَا )

والسؤالُ المهم الذي يدور في ذهن جميع الأولياء كيف أختار للبنت الزوج المناسب؟

هناك قاعدة مهمة ومعيار بارز وهو أن يكون مرضي الدين والخلق قال عليه الصلاة والسلام ” من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ” .

الدين والخلق توأمان قرناء جميعاً لا يستقيم حال أحدهما دون الأخر

والدين هو التمسك بتعاليم الإسلام والالتزام به كسلوك ووسطية

والخلق امتلاك محاسن الاشياء والبعد عن سفسافها .

وإذا أصيب الوازع الديني أو الخلقي بالضعف أو الفتور في بعض مراحل الحياة الزوجية فإنه يسهل عودته لأن عرقهما لازال ينبض من داخله .

ورجاحة عقل الخاطب يهمنا كأولياء لأن التعامل والقرارات التي تنتج بعد أي خلاف زوجي تكون تحت إطار السيطرة وعدم التهور في مصير الطرف الاخر .

والرجل العاقل ( يحاور ــ يتفهم ــ يصبر ــ يوازن ــ يفكر ــ يشاور  )

لا يتأثر ولا يتغير يحفظ الود ويحسن العهده ويعرف ذلك من خلال محاورته ومواقفه وتعامله مع والديه والله يقول ” ولا تنسو الفضل بينكم ” هذا بشأن الطلاق فما بالك أثناء الميثاق والوفاق .

ومن المعايير المهمة في اختيار الزوج التكافؤ بين الزوجين في عوامل نجاح العلاقة الزوجية ، النظر في التقارب العمري والاجتماعي والثقافي والعلمي وذلك لحفظ مستوى الحياة الزوجية والحفاظ علي انسجام العلاقة وبقائها حتى نهاية العمر

ولذا نجد بعض الزيجات المتوافقة نوعاً ما ثقافياً واجتماعياً وعلمياً أكثر استقراراً وانسجاماً من غيرها .

وماذا لو أنه طرأ خلاف أو نفور بسبب أو بآخر فإنه لابد أن ينحصر الخلاف ويضيق الزعل ويعود الانسجام بينهما .

أما إذا كثرت الفواصل وتباينت الفروق وغاب التوافق فإن هذا يهدد استمرارية الزواج وربما يعصف بالحياة الاسرية .

لاسيما في هذا الوقت الذي تتعرض فيه الأسر الى تصدعات نتيجة التغيرات الاجتماعية والثقافية .

ولذا كلما كان التوافق أكمل كلما كان التوفيق بإذن الله اقرب

وهي مهمة ولي الأمر وذلك في التحري ومحاولة التقريب بين الفروق واختيار الانسب .

وهذا لا يعني المثالية في التشدد باختيار الزوج بقدر ما هو تقريب وموازنة بين المصلحة والمفسدة حتى لا تكون ضحية تأخر العمر أو الفساد ” إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير “

مع العلم أن تأخر زواج الفتاة لا يكون مدعاة لتزويجها مما لا يستحق .

ومع هذا ينبغي على ولي الامر الرجوع لمن يستنير بمشورته من اهل الرأى والخبرة

والله الموفق ،،،،

                                                 محمد بن عبد الله الفوزان

رئيس مركز إسعاد للاستشارات في جمعية أسرة

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى