كن إيجابيا (3)

الانجاز من أبرز سمات الانسان الإيجابي فتراه مبادرا إلى العمل الخيري لنفسه ولأسرته ولمجتمعه في السر والعلن وعلى المستوى الفردي والجماعي لأن الانسان السلبي إذا عرض عليه أمر يوجد الأعذار ويذكر العقبات و يتترس بالمعوقات بإسقاط ما يراه حسنا إلى القبيح (واستعن بالله ولا تعجز)

والانجاز يحتاج إلى مبادرة ورغبة مشتعلة من خلال خطة مدروسة لأنه شخص عملي واقعي مرن فهو وسط بين شخصين (أحدهما يعمل بدون تخطيط يضرب في كل طريق بشكل فوضوي والآخر ينظر ويخطط ويبالغ بوضع الخطط ورسم العوائق ويفعل كل شيء إلا العمل (ومشتت العزمات ينفق عمره حيران لا ظفر ولا إخفاق )

وأهم مبادئ النجاح التي ذكرها (كب ماير ) في كتابه ألف مبدأ للنجاح يقول أهم هذه المبادئ :

(اعمل ما يجب عليك عمله وقت ما يتحتم عليك فعله سواء أحببت هذا العمل أم لم تحبه )

ويذكر أن المبادئ (999) ليس لها فائدة بدون هذا المبدأ المذكور آنفا

كثير منا يفكر ويخطط ولا يبدأ وإذا بدأ لا يستمر وإذا استمر وواجهته العقبات تراجع واستدار بظهره إلى الوراء ولا يكتفي بهذا الفشل بل إنه _ولسوء حظه_ يحذر الناس من ممارسة المحاولة لأنه جرب ولا فائدة في هذا الطريق

إن الناجح يسمى ناجحا لأنه حاول وكرر الممارسة بطرق أخرى وتحدى العقبات وتجاوز الاختناقات

إن تاريخنا وواقعنا مليء _ولله الحمد_ بالناجحين وإذا سألتهم كلهم بلا استثناء ذكروا منظومة كاملة من العقبات والتحديات سواء العلماء أو التجار أو أصحاب المناصب

ان رسم الأهداف الطموحة وصياغتها صياغة علمية واقعية يسهل تنفيذها و هناك مواصفات لابد أن يتجلى من خلالها الهدف منها :

أن يكون واقعيا وطموحا وعمليا وقابلا للقياس والانجاز ومربوطا بزمن حتى يتسنى تقييمه التقييم المعتدل مع ما يصاحب ذلك من مرونة في تغيير الخطة إذا لزم الأمر حسب الواقع وهناك أمر مهم هو تطوير الهدف إلى الأفضل ويوجد أربعة عوامل يجب استصحابها لتحقيق الهدف :

1)رسم الهدف وتحديده

2)رسم خطة وطريق للمسار

3)دفع الثمن ويعني (الجهد والوقت والمال)

4)الرغبة وإشعالها أثناء التنفيذ حتى لا تنطفئ

وثمة سمات مهمة لمن أراد أن يبلغ هدفه حتى يحقق النجاح :

  • الايجابية وتعني المرونة وحسن العلاقة بالآخرين
  • الانسجام وهذا يعني أن يكون بينه وبين هدفه تلاحم وارتباط نفسي ورضا ومحبة وطمأنينة نفسية لهذا الهدف مع القناعة التامة به
  • الانطلاق نحو الهدف بكل جد واصرار مع ثقة عالية في النفس المنبثقة من الثقة بالله عز وجل والتوكل عليه في جميع الأمور
  • عدم الاستسلام للعقبات والتحديات التي نواجهها

يقول أحدهم إنني اتمنى أن اكتب أهدافي ولكنني اخشى من السلبيين الذين يسخرون مني ومن أهدافي , ويقول الآخر أريد أن ابدأ بالتنفيذ ولكني أخاف الفشل , ويقول ثالث : لقد بدأت ولكن الناس يعترضون طريقي وقد تراجعت لأني اصطدمت بالعقبات والتحديات التي واجهتني , أما الرابع فيقول : عجزت أن ابدأ لأن الخوف قتل طموحاتي ودائما أخادع نفسي بالحجج فأقول : سأبدأ خلال هذه العطلة ومرة أقول سأبدأ إذا انتهيت من أعمالي الحالية ومرة أقول إذا توفر لدي المال أو إذا حان الوقت المناسب

هذه بعض العقبات والحيل النفسية أساسها عدم الثقة بالنفس , عدم المغامرة , عدم مواجهة الحياة , عدم الإقدام ..فنقول لهم وفرق بين الأماني والأهداف .

أرأيتم اعظم من رجل هدفه (اخراج جميعا : الهدف إن لم يكن أمامه عقبات لا يسمى هدفا طموحا الناس من الظلمات الى النور) هذا نبينا وقدوتنا ..صلوات ربي وسلامه عليه

اعملوا من خلال أهداف تليق بكم ولا تحتقروا أنفسكم وارتقوا بها وضعوها بالمكان اللائق بها تسعدوا واقبلوا التحدي تفلحوا

اسألوا الناجحين , كم لاقوا من العقبات

م. عبدالعزيز بن فهد السلوم

المستشار الأسري بمركز إسعاد للإستشارات الأسرية

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى