كن إيجابــــــــياً

 

( 1 )

جرب أن تقدم مساعدة لغيرك قبل أن يطلب منك وانظر أثرها ..

إنك بهذا تمنح صاحبك رصيداً ضخماً من العافية له وللمجتمع وتدفن كل مقولة علقت بالنفوس من أن الناس وحوش .. وإذا كان العتاب طريقاً للتصالح فليكن عتاباً أنيقاً بعيداً عن التشفي وتسديد الفواتير القديمة .

وطريق الحياة فيه السهل والوعر ولا يخلو من الحفر والمطبات حتى أبا بكر وعمر اختلفا وعلت أصواتهما عند المصطفى صلى الله عليه وسلم “كان أن يهلك الخيّران” حينما تبتسم في وجوه الآخرين وتشع السعادة من عينيك سيصل البِشرُ إليهم مودةً وصفاءً.

عند ئذٍ تتغير النظرة السلبية السائدة لديهم ويموت الوحش الرابض في النفوس ويشرق الكون على أناس قلوبهم متآلفة.

 

( 2 )

إنه لايستطيع أن يجرحك أحد بدون إذنك

والكلمات السلبية عندما سمعتها وأثرت فيك وشوشت عليك فكرك وغيرت مزاجك.. ألست أنت الذي سمحت لها أن تدخل؟

إن من قوانين العقل ألا يتقبل فكرتين متناقضتين في وقت واحد.. فاقبل الكلمات الإيجابية حتى تطرد السلبية وكون بيئة إيجابية متفائلة محفزة منشطة بدلاً من المحيطة المتشائمة هذا يكون الغالب في حياتك أما الاستثناء فلا حكم له.

إن السلام الداخلي الذي تشعر ب بين جوانحك هو الذي يولد الطاقة ويبعث على العمل والسير في طريق الخير كالشاعر الذي وجد برد اليأس بين جوانحه فقال:

ووجدت برد اليأس بين جوانحي             وسئمت من حلي ومن ترحالي

واتجه إلى الآخرة إنه أبو التعاهية في قصة مؤثرة كانت فاصلة بين حياة اللهو وحياة الزهد والحكمة .

 

( 3 )

إن الآخرين إذا احترمتهم احترموك

وإذا سألت عنهم سألوا عنك

وإذا ذكرتهم ذكروك

ولكن إذا نسيتهم نسوك

ومن أراد أن يأخذ فليبدأ بالعطاء والعطاء متنوع فقد يكون جهداً أو وقتاً أو جاهاً أو موقفاً وقد يكون مالاً فما أجمل أن تبادر بإرسال رسالة جميلة غير متوقعة أو مكالمة هادفة أو إرسالة صورة معبرة أوتعليق متزن أو إطلالة فكرية أو طرفة معبرة وما أحلى أن تطرق باب زميل تزوره بدون موعد..

إن المفاجأة لها طعم خصوصاً مع كثرة وسرعة وسائل الإتصال التي حرمتنا لذة الوصال بأخبار من تزوره عشر مرات قبل أن تراه..

ومن أراد أن يسامحه الله فليسامح ومن أراد أن يعطيه الله ويسهل أمره فليعط ويسهل أمور العباد التي يستطيعها

“فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى”

ومن جرب الحياة وسلك دروبها وجد أن الناس بقدر صعوبتهم وبعدهم يجد ليونتهم وقربهم.. حسب منظارك أنت وتعاملك أنت وقد قيل في الحكمة “من عرف الناس استراح”

إن الحياة السعيدة هي أن تراها من خلال منظار نقي رؤيةً صافية بعيداً عن الأقنعة والألقاب فقد ترى الإنسان له عدة وجوه

فهو في العمل زميل وفي الاستراحة صديق وفي السوق عابر سبيل وفي المسجد صالح من الصالحين وعند البيع والشراء تظهر الذات الحقيقة وعند الحاجة إليه ينكشف الغطاء وتحضر الـ ( أنا ).

إن أسهل طريقة لعذر الناس والتماس المبرر أن تجعل نفسك في مكانهم وتقدر ظروفهم وتحاول أن توجد نية صالحة لتصرفاتهم “احمل أخيك على سبعين محملاً” وقيل في الحكمة ” لا تشتري عداوة رجل واحد بمودة ألف رجل”

 

كتبه المستشار الأسري

م. عبدالعزيز بن فهد السلوم

 

مقالات منشورة للكاتب /

سلسلة كن إيجابياً

سلسلة كن إيجابياً

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى