كن إيجابيا ( 2 )

دائما ينطلق الإيجابي من ميدان التفاؤل المدعم بالحيطة الذي أمرنا بها الشرع فلا يكون تفاؤلا أبله
أن التفاؤل متولد من الرضا
(تفاءلوا بالخير تجدوه)وإذا كانت النفوس تنبت  على جذور الطباع فإن المتشائم يقع لأنه حفر الحفر في طريق حياته والإيجابي بعيد عن الشكوك لأن الشاك في قلق من نفسه وأولاده واهل بيته فقد حاصر نفسه في زنزانة لا يراها ولكنه  ينتقل بها أينما ذهب وراح والإيجابي ينطلق بعيدا عن الخوف لأن الخوف يسجن صاحبه ويمزق نفسه والخوف يتمدد على أرض القلق والأوهام التي ليس لها حقيقة وقد قيل أن 90% من المخاوف لا تقع وأفضل طريقة لطرد الخوف أن يغمر الخائف نفسه في الشيء الذي خاف منه والإيجابي يتمتع بهذه الصفات لأنه يتوكل على ربه ولديه يقين بأن الله على كل شيء قدير فهو القادر المحيي المميت بيده النفع والضر فهو سليم الطوية مرتاح البال يتمتع بهدوء نفسي وسلام داخلي يحقق من وراءه الرضا واليقين والسير بخطى ثابتة على أرض صلبة من الثقة بالنفس المنبثقة من الثقة بالله والثقة بفكرته التي يفكر بها والتي يسعى لتحقيقها والإيجابي متوازن في فكره وروحه وعقله وسلوكه (ولا تنس نصيبك من الدنيا) إن الإيجابي قد يغضب ولكنه غضب في مكانه وزمانه الصحيح بقدر ما يحتاجه  من الانفعال الذي لا يخرجه عن طوره
وقد يقول (لا) حينما لا يستطيع أمرا طلب منه ولكنه يقولها بلباقة وحسن خلق , فلا يكلف نفسه مالا تطيق وقد ينفعل.. وقد يرد ..وقد يعارض ..لكن دليله الحكمة والروية وعدم العجلة وقد يخطئ لكنه يعتذر اذا أخطأ فلا يتمادى في الخطأ ويصر على خطئه وان فعل ذلك فقد ارتكب محظورين
الخطأ الأول والاصرار على الخطأ وحينما يتغافر الناس ويتسامحون تتقارب القلوب ويسود الود والصفا ويعيش الناس في سلام (تفاءل بما تهوى يكن فلقلما …  يقال لشيء كان إلا تحققا) هذا الذي كان الفاروق (رضي الله عنه) يردده دائما ومن قوانين الذات …إن ما نتوقعه عن ذواتنا دائما نتجه إليه وهذا ينطبق على الأمور الإيجابية والسلبية إن الايجابي حين يتصل بالناس يشعرهم بقيمتهم ان نطق او صمت فالنطق لغة والصمت لغة تتحدث فيها العيون والابتسامات فهي بريد صادق ورسائل حب للأخرين لان القلوب تقرأ ما في القلوب دون الحديث ورغم أن الابتسامة لا تكلف شيئا إلا انها لا تقاوم فالإيجابي يعيش بالحب لذي ليس لديه ، يعيش بالأمل ولولا الأمل ما أرضعت أم ولدا.. ولا غرس غارس شجرا الذي ليس لديه أمل لا يستطيع أن يعمل شيئا ولا يتقدم خطوة واحدة ولولا الملل لأجدبت النفوس وتصحرت القلوب (والارض للطوفان عاشقة… لعلها من رجسها تطهر) كما يقول المتشائم الأمل بالله العلي الكبير الودود الغفور الذي يغفر الزلات ويطعم الكافر والجاحد والعاصي الامل بالله الاكرم الذي يرزق بل هو خير الرازقين لأنه يرزق من كفر به فكيف بمن امن به يدعوه ويتوب اليه
فالتشاؤم وسوء الظن يدمر الطريق ويسد النفوس ويهدم المستقبل ولن نترك هذه الصفات حتى ننتصر على ذواتنا وانفسنا الامارة بالسوء وعندئذ تتحول نفوسنا الى نفوس مطمئنه تجعل الجفاف ريا والجدب خصبا وننتقل من لفح الهجير الى برد اليقين  .
المستشار / عبدالعزيز بن فهد السلوم .

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى