مراكز الإصلاح الأسري وسط الجمعيات الخيرية

د.عبدالله بن صالح الربيش
مدير مركز الإصلاح الأسري بجمعية (أسرة ) ببريدة
 إن للجمعيات المتخصصة في شؤون الأسرة دور كبير في تعزيز استقرار وتماسك الأسرة في مواجهة ما يطرأ عليها من خلافات وذلك من خلال وجود نخبة من المختصين والمختصات المؤهلين في علاج مثل هذه الخلافات وتقريب وجهات النظر ومحاولة إرشاد وتوجيه الأطراف لما فيه صلاح الأسرة واستقرار حياتها وتأمين مستقبلها سواء من خلال مباشرة مثل هذه القضايا عن طريق مركز الإصلاح الأسري أو التوجيه والإرشاد عن طريق مركز الإرشاد الأسري في هذه الجمعيات وذلك بسبب سهولة الإجراءات المتخذة في حل مثل هذه الخلافات وسهولة التواصل مع الأطراف ويتضح ذلك من خلال التقارير والإحصائيات التي تنشرها الجمعيات أو ترفعها للجهة المختصة.
ففي مركز الإصلاح الأسري بجمعية أسرة ببريدة قام فريق المصلحين والمصلحات بمعالجة أكثر من ستين قضية في الأشهر الثلاثة الماضية وقد كان لهؤلاء المصلحين والمصلحات دوراً بارزاً بمعالجة المشكلات وظهرت فيها مهاراتهم الإصلاحية مما نتج عنه لم شمل أكثر من أربعين أسرة ، ويخضعون بعد لم شملهم لما يسمى بالرعاية اللاحقة والتي تشمل الاطمئنان على حالتهم واستمرار المصالحة بينهم ومعالجة من يحتاج من علاج كالمرض النفسين والمتعاطين للمخدرات .
ففي زمن ليس بالبعيد كان المجتمع بعيداً بنسبة كبيرة عن دور الجمعيات المتخصصة في شؤون الأسرة ومعالجة ما يمكن علاجه من الخلافات فيها بسبب قلة الثقافة لدى المجتمع عن هذا الدور و وجود ثقافة ( العيب ) وأنه لا يمكن اخراج الخلافات خارج إطار الأسرة أو الاكتفاء بإقامة الدعاوى لدى المحاكم وغيرها من جهات الاختصاص ، ولكن ولله الحمد والمنه وفي الآونة الأخيرة فرضت الجمعيات نفسها وتغلغلت في المجتمع وأظهرت نتائجها ارتفعت نسبة ثقافة المجتمع في دور هذه الجمعيات وأن الحاجة لها أصبحت ملحه وأنه كما يوجد عيادات لعلاج الأمراض الجسدية فإنه يوجد عيادات لعلاج الأمراض التي تصيب جسد الأسرة وتوهن استقرارها وأخذ الجرعات اللازمة لعلاج هذا المرض أو الوقاية منه وخير دليل على وعي المجتمع وقناعته بدور هذه الجمعيات هو زيادة عدد المستفيدين و المستفيدات من مراكز الإصلاح و الإرشاد.

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى