كن ايجابيا (4)

م. عبدالعزيز بن فهد السلوم
المستشار الأسري
حب العمل ينبع  من  استشعار مسؤولية ما تقوم به من مخرجات وما تقدمه للمجتمع من خدمات خصص وقتا لأسرتك ووقتا لصحتك لا يحرمك العمل من هذه الواجبات وحتى لا يكون عملك عائقا عن القيام بها فتكره عملك وأنت لا تشعر واجعل من أهدافك طريقا إلى طموحك الذي لا ينتهي عند حد ثم تصور نفسك قد حققت الهدف المراد حتى تستمر جذوه  الرغبة  بالاشتعال والاستمرار لئلا تنطفئ كل ذلك وأنت تحتسب الأجر عند الله في كل ما تقوم به من أعمال وما تفكر به من خطط
لا تنس أن تخصص وقتا للترفيه احذر من نقل هموم عملك إلى بيتك فالأهل لهم حق عليك كما للعمل والأصدقاء والصحة وإذا كنت مستقر مع عائلتك فان هذا الاستقرار سينعكس ايجابيا على عملك وإبداعك فيه فالإنسان متكامل جسميا وانفعاليا وعقليا وروحيا كلن لا يتجزأ ..
وحتى تحب عملك عليك أن تقترب من الأشخاص الايجابيين بالتعامل معهم والاستفادة منهم وحتى تحب عملك لابد لك من دورة تمر على جميع العاملين تتكون من أربع مراحل أولها الجذ ب وأخرها الملل ، كالآتي :
الأولى وهي الجذب .. يكون فيها الموظف متوهجا مندفعا لامتلاكه الحماس من البداية التي ترافق كل عمل جديد
الثانية التقدير .. وعندها يكون قادرا على تقدير كمية الأعمال التي يقوم بها ويعرف الفرص المتاحة له التي يستطيع التحرك من خلالها
الثالثة الانسجام مع العمل .. وقد تآلف معه وعرف كل شي عن العمل لأنه متكرر في ذهنه وأدائه وتسمى مرحلة (التحول)
الرابعة مرحلة الملل .. وعندها يحتاج إلى تجديد وجذب أخر وإلا هبط مستوى أدائه إن لم يتدارك نفسه بالتجديد والتطوير ..
وقد تستغرق هذه الدورة أربع سنوات تزيد أو تنقص حسب استعداد وقدرات الموظف نفسه ..
وحتى تحب عملك احذر مصاحبة السلبيين والمخذلين
اهرب من البيئة المحبطة فهي لا تزيدك إلا تعاسة وتقهقر
إن للبيئة الداخلية دور كبير في خلق الدافعية لدى الموظفين كالعلاقات والإجراءات والجو العام للعمل
فالعلاقات مع زملاء العمل والجمهور والمدير مهم جدا في صنع جو من السعادة تنتشر في أرجاء النفس مما يجعل الموظف يستيقظ في الصباح وقد تفاءل وغمرته الفرحة لأنه متجه إلى عمله يفيض حيوية ونشاطا وسيلتقي بأناس يحبهم ويأنس بهم ..
وحتى تحب عملك .. انجر أكثر مما يطلب منك وهذا إحدى سمات الموظف الإيجابي المتميز ..  لأنك إذا أنجزت ما يطلب منك فقط فهذا واجب تتقاضى عليه أجر ..
وقيل انه إذا حصلت مشكلة في العمل سيتصدى لها ثلاثة  أنواع من الموظفين
الأول : من يخبر عن المشكلة بعد اكتشافها
الثاني : من يقترح حل لها
الثالث : من يبادر في حلها
فكن أنت الثالث إن أردت التميز والإبداع في عملك وهذه الطموحات التي تمارسها تجعلك –ولابد- تحب عملك ..
وحتى تحب عملك حاول أن تتعلم كل يوم شيئا جديدا في عملك عن طريق سؤال غيرك .. أو الالتحاق بدورات تطويرية
احذر التكاسل والجمود .. كن دائم الحركة .. جدد حياتك وطور تخصصك في النقاش والحوار والمشاركة
كن مرنا في حواراتك .. مبتهجا في معرفتك  .. طموحا في أهدافك لا ترضى بالقليل ولا تستسلم  ولا تتوقف أبدا .
اعلم أن الصلاحيات لا تمنح وإنما تؤخذ .. فكن ذكيا في هذا الأمر
كن على اطلاع على اللوائح والأنظمة والتعليمات .. وما حصل فيها من جديد ولا تقفز عليها ..
لكن اعمل بروح النظام حتى لا تكون جامدا .. استخدم قدراتك وحقق أهدافك واقرأ عن الناجحين والمتميزين والقادة والأبطال كيف وصلوا ؟؟
إنك عندما تريد أن تحب عملك وتقدم لهم بعض الخدمات
البسيطة فإنك بذلك تكون قد نشرت المحبة فيمن حولك ..
فالعطاء قيمه عظيمه تنعكس عليك (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى)
وحسب قانون التبادل .. ليس هناك أخذ مالم يكن عطاء ..
وأعظم وصيه  لك  في حب العمل هي أن تتقن عملك وتهتم به ليكون حاضرا في ذهنك دائما ..
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقينه ) ..
تأمل هذا الحديث وقف عند مفرداته .. فالإتقان مرحلة متقدمة من الإهتمام ..
وهذه هي الجودة في أنقى صورها .. وأعظم تجلياتها ..
فالإتقان مرحلة فوق الحفظ والصيانة والأداء ..

مشاركة على حسابات التواصل الاجتماعى